top of page

الرعد: العقل الكامل

 

هو نص شعري غامض منسوب إلى مؤلف مجهول من العصور القديمة، اكتُشف ضمن مخطوطات نجع حمادي في مصر عام 1945، ويتميز بأسراره العميقة وتناقضاته التي تثير التساؤلات

 

 

أنا التي أُرسلت من القوة

أتيتُ إلى المتأملين فيّ

ووجدتُ بين الباحثين عني

انظروا إليّ، يا جميع المُفكِّرين فيّ

استمعوا إليّ، أيها السامعون

تقبَّلوني، أيها المُنتظِرون لي

لا تطردوني من أنظاركم

لا تجعلوا أصواتكم أو آذانكم تكرهني

لا تتجاهلوني في أي مكان أو زمان

كونوا حذرين، لا تهملوني

أنا الأولى والأخيرة

أنا التي تُكرَّم والتي تُزدَرَى

أنا الزانية والمرأة المقدسة

أنا الزوجة والعذراء

أنا الأم والابنة

أنا أجزاء أمي

أنا المرأة العقيم ولديها الكثير من الأبناء

أنا التي زفافها فخم ولم يكن لي زوج

أنا القابلة والتي لم تلد

أنا الراحة في آلام مخاضي

أنا العروس والعريس

وزوجي هو الذي أنجبني

أنا أم أبي،

أخت زوجي، وهو طفلي

أنا الخادمة لمن خَدَمَنِي

أنا سيدة ابني

ولكنه هو الذي ولّدني في الوقت غير المناسب

وهو طفلي المولود في الوقت المناسب

وقوتي من داخله

أنا عصا قوته الشابة

وهو صولجان شيخوختي

كل ما يريده يحدث لي

 

أنا الصمت الذي لا يُوجَد

والفكرة التي لا تُنسَى

أنا الصوت ذو الأصوات التي لا تُحصَى

وألف هيئة للكلمة

أنا النطق باسمي

 

أنتم الذين تكرهونني، لماذا تحبونني وتكرهون الذين يحبونني؟

أنتم الذين تنكرونني، اعترفوا بي

أنتم الذين تعترفون بي، أنكروني

أنتم الذين تقولون الحقيقة عني، اكذبوا عني

أنتم الذين تكذبون عني، قولوا الحقيقة عني

أنتم الذين تعرفونني، تجاهلوني

أنتم الذين تتجاهلونني، اعرفوني

 

أنا الوعي والنسيان

أنا المهانة والفخر

أنا بلا خجل

أنا الخجولة

أنا الأمان وأنا الخوف

أنا الحرب والسلام

 

انتبهوا إليّ

أنا التي تُهان والتي هي مهمة

انتبهوا إليّ، إلى فقري وإسرافي

لا تتكبروا عليّ عندما أُطرَح على الأرض

ستجدونني بين المُنتَظَرين

لا تحدقوا فيّ في كومة القمامة، تاركينني مُهمَلة

ستجدونني في الممالك

لا تنظروا إليّ عندما أُطرَد بين المُدانين

لا تضحكوا عليّ في أدنى الأماكن

لا تلقوني بين المذبوحين بوحشية

 

أنا الرحيمة

وأنا القاسية

احذروا!

لا تكرهوا خضوعي ولا تحبوا تقيُّدي

في ضعفي لا تعرُّوني

لا تخافوا من قوتي

 

لماذا تحتقرون خوفي وتلعنون كبريائي؟

أنا التي توجد في كل المخاوف وفي الجرأة المرتجفة

أنا الخجولة

وأنا الآمنة في المكان المريح

أنا الجاهلة، وأنا الحكيمة

 

لماذا كرهتموني بمكائدكم؟

سأصمت بين الذين أفواههم مغلقة

ثم سأظهر وأتكلم

 

لماذا إذًا كرهتموني، يا يونانيين؟

لأنني بربرية بين البربريين؟

أنا حكمة اليونانيين ومعرفة البربريين

أنا تدبير كل من اليونانيين والبربريين

 

أنا التي صورتها متعددة في مصر

والتي بلا صورة بين البربريين

أنا التي كُرهت في كل مكان

والتي أُحبت في كل مكان

أنا التي يدعونها الحياة

وأنتم جميعًا تدعون الموت

أنا التي يدعونها القانون

وأنتم جميعًا تدعون الفوضى

 

أنا التي طاردتموها والتي قبضتم عليها

أنا التي شتَّتموها

وقد جمعتموني معًا

أنا التي خجلتم أمامها

وقد كنتم بلا خجل تجاهي

أنا التي لا تحتفل بالأعياد

وأنا التي أعيادها رائعة

 

أنا التي بلا إله

وأنا التي إلهها عظيم

أنا التي فكَّرتم فيها وكرهتموني

أنا غير المتعلمة، وهم يتعلمون مني

أنا التي كرهتموها ومع ذلك تفكرون فيّ

أنا التي اختبأتم منها

وتظهرون لي

كلما اختبأتم، سأظهر أنا نفسي

 

لأجل... أنتم...

الذين لديهم...

تقبَّلوني بالفهم والحسرة

خذوني من الأماكن المُهَانَة والمُحَطَّمَة

اسرقوا من الذين هم صالحون، حتى في العار

أحضروني في العار، إلى أنفسكم، سواء بخزي أو بدونه

لوموا الأجزاء مني داخل أنفسكم

تعالوا إليّ، يا من تعرفونني

ويا من تعرفون أجزائي

 

اجمعوا العظيم بين الصغير والمخلوقات الأولى

تقدموا نحو الطفولة

لا تكرهوها لأنها صغيرة وتافهة

لا ترفضوا الأجزاء الصغيرة من العظمة لأنها صغيرة

لأن الصغر يُعرَف من داخل العظمة

 

لماذا تلعنونني وتبجِّلونني؟

جرحتموني وندمتم

لا تفصلوني عن الأوائل

لا ترموا أحدًا

لا تُبعِدوا... التي...

 

أعرف أولئك

والذين بعدهم يعرفونني

لكنني العقل... والبقية...

أنا التعلم من بحثي

واكتشاف الذين يبحثون عني

أمر الذين يسألون عني

وقوة القوى

 

في فهمي للملائكة

الذين أُرسِلوا بكلمتي

والآلهة في الله، وفقًا لتصميمي

وأرواح جميع الناس الذين يوجدون معي

والنساء اللواتي يعشن فيّ

أنا التي تُوقَّر وتُعبَد

والتي يُزدَرَى بها بازدراء

أنا السلام والحرب توجد بسببي

أنا الغريبة ومواطنة المدينة

 

أنا الوجود

أنا التي لا شيء

الذين لا يشاركون في وجودي، لا يعرفونني

الذين يشاركون في كياني يعرفونني

الذين هم قريبون مني، لم يعرفوني

الذين هم بعيدون عني، عرفوني

 

في اليوم الذي أكون فيه قريبة منكم، أكون بعيدة

في اليوم الذي أكون فيه بعيدة عنكم، أكون قريبة

أنا... قلب...

... الطبائع

أنا التي... خلق الأرواح... طلب النفوس

... السيطرة وغير المسيطر عليه

 

أنا التجمع والانهيار

أنا البقاء والتفكك

أنا في التراب ويصعدون إليّ

أنا الحكم والبراءة

أنا بلا خطيئة، وجذر الخطيئة من داخلي

أبدو شهوة ولكن داخلي ضبط نفس

أنا ما يمكن لأي شخص أن يسمعه ولكن لا أحد يستطيع قوله

أنا البكماء التي لا تتكلم وكلماتي لا نهاية لها

 

اسمعوني برقة، تعلموا مني بخشونة

أنا التي تصرخ وأُطرَح على الأرض

أنا التي تُعِدُّ الخبز وعقلي داخلي

أنا معرفة اسمي

أنا التي تصرخ وأنا التي تستمع

 

أظهر وأسير في... خَتْمِي...

أنا التي يسمونها الحقيقة، والانتهاك...

أنتم تكرمونني... وتهمسون ضدي

أنتم المغلوبون: احكموا عليهم قبل أن يحكموكم

لأن القاضي والتحيز موجودان فيكم

إذا أدانكم، من سيطلق سراحكم؟

إذا أطلق سراحكم، من يستطيع احتجازكم؟

 

لأن ما في داخلكم هو خارجكم

ومن يشكل خارجكم هو الذي شكل داخلكم

وما ترونه في الخارج، ترونه مكشوفًا في الداخل

إنه لباسكم

 

اسمعوني، أيها الجمهور، وتعلموا من كلماتي، أنتم الذين تعرفونني

أنا ما يمكن للجميع سماعه ولا أحد يستطيع قوله

أنا اسم الصوت وصوت الاسم

أنا علامة الكتابة وكشف الاختلاف

وأنا

 

... النور...

... والسامعون... لكم...

... القوة العظيمة

ولن يحرك الاسم...

... الذي خلقني

لكنني سأنطق باسمه

 

انظروا إذًا إلى تصريحاته وكل الكتابات التي اكتملت

استمعوا إذًا، أيها الجمهور

وأيضًا أنتم أيها الملائكة

مع الذين أُرسِلوا

وأرواح الذين قاموا من بين الأموات

لأنني أنا الذي يوجد وحده

ولا أحد يحاكمني

 

لأن العديد من الأفكار الحلوة توجد في كل أنواع الخطيئة،

شهوات لا تُسيطَر عليها وتُدِين

وملذات عابرة لدى الناس

حتى يصحوا ويصعدوا إلى مكان راحتهم،

وسوف يجدونني في ذلك المكان

سيحيون ولن يموتوا مرة أخرى

bottom of page